العدو الشريف أفضل من الصديق الغادر
بقلم .نادى عاطف
غالبًا ما يقيس الناس علاقاتهم بالآخرين بناءً على المشاعر، فيظنون أن الحب يعني الأمان والكره يعني الخطر. لكن الواقع أكثر تعقيدًا من ذلك. فالحب والكره ليسا المعيار الوحيد الذي ينبغي أن نعتمد عليه في تقييم الأشخاص، بل إن الأخلاق والمبادئ هي التي تحدد كيف سيتصرف أي شخص في مختلف الظروف.
العدو الشريف أفضل من الصديق الغادر
قد تجد شخصًا يكرهك، لكنه يملك ضميرًا يمنعه من التعدي عليك أو إيذائك. مثل هذا الشخص، رغم كراهيته لك، يحترم حدوده ولا يتجاوز أخلاقياته. وفي المقابل، هناك من يحبك، لكن بمجرد أن تتغير المصالح أو تتبدل الظروف، يتحول إلى أشد أعدائك، وربما يكون أشد خطرًا عليك من الشخص الذي كان يكرهك منذ البداية.
الأمثلة على ذلك كثيرة في الحياة:
رئيس في العمل قد لا يحبك لكنه يحترم القوانين ولا يظلمك.
صديق قديم كنت تعتقد أنه يحبك، لكن حين اختلفت المصالح لم يتردد في خيانتك.
لماذا لا ينبغي أن نعتمد على المشاعر وحدها؟
المشاعر متغيرة: ما يشعر به شخص تجاهك اليوم قد يختلف غدًا، لكن المبادئ والأخلاق الحقيقية تبقى ثابتة.
المصالح تؤثر في العلاقات: الكثير من العلاقات مبنية على المصالح، وعندما تنتهي المصلحة قد تتغير معاملة الشخص لك.
القيم هي الضمان الحقيقي: الشخص الذي لديه مبادئ واضحة، سواء كان يحبك أم يكرهك، لن يتجاوز حدودًا معينة من الاحترام والعدل.
كيف نحكم على الأشخاص بطريقة صحيحة؟
لا تعتمد فقط على العاطفة في تقييم الآخرين، بل لاحظ كيف يتصرفون في الظروف المختلفة.
ركّز على أخلاق الشخص وحدوده، وليس فقط على مشاعره تجاهك.
اختبر الناس في المواقف التي تتطلب النزاهة والاحترام، فهذه المواقف تكشف معادنهم الحقيقية.
العلاقات الإنسانية ليست أبيض أو أسود، والحب والكره ليسا الضامن الوحيد لحماية نفسك من الأذى. قد يكون العدو صاحب الأخلاق أفضل لك من الصديق الغادر. لذا، قبل أن تمنح ثقتك الكاملة لشخص ما، لا تنظر فقط إلى مشاعره تجاهك، بل راقب مبادئه وحدوده، فهي التي ستحدد كيف سيتصرف في اللحظات الحرجة.